أخصائية تغذية
لطالما حيّرت ظاهرة ارتفاع معدّل الإصابة بمرض ألزهايمر بين النساء الباحثين. لكنّ دراسة نشرتها مجلة Alzheimer’s & Dementia قدّمت دليلاً جديداً يُشير إلى أنّ دهون الدم، خصوصاً أحماض أوميغا-3 الدهنية، قد تكون جزءاً محوَرياً من هذا اللغز.
النتائج الرئيسية
انخفاض وقائي خاص بالنساء: حلّل الباحثون عيّنات دم لأكثر من 800 شخص عبر أوروبا، وقارنوا مستويات دهون الدم بين نساء ورجال مصابين بألزهايمر ونظرائهم الأصحاء. وكانت النتائج لافتة، مشيرةً إلى اختلافات بيولوجية جوهرية بين الجنسَين في سياق المرض:
- انخفاض حاد لدى النساء: أظهرت النساء المصابات بألزهايمر انخفاضاً ملحوظاً في مستويات الدهون غير المشبّعة الوقائية، خصوصاً تلك التي تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية EPA وDHA، مقارنةً بالنساء الأصحاء.
- ثبات لدى الرجال: لم يُظهر الرجال المصابون بألزهايمر التراجع عينه في مستويات دهون الدم الوقائية مقارنةً بالرجال الأصحاء.
- ارتباط بالوظيفة الإدراكية: إرتبط انخفاض مستويات أوميغا-3 في الدم لدى النساء بارتفاع علامات الإلتهاب وتلف الأعصاب، وكذلك بأداء معرفي أضعف ضعف في الذاكرة.
تفسّر الأبحاث أنّ النساء يتمتعن طبيعياً بميزة بيولوجية تحميهنّ في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي:
- حماية الإستروجين: يعمل هرمون الإستروجين على تنشيط إنزيم رئيسي يُعرف باسم FADS2 مسؤول عن تحويل الأحماض الدهنية إلى DHA (حمض دهني أساسي في بنية الدماغ). هذا يعطي النساء مستويات أعلى من أوميغا-3 في الدماغ مقارنةً بالرجال.
- التغيّر بعد سن اليأس: بعد انقطاع الطمث، يقل تأثير الإستروجين على هذا الإنزيم، ممّا يُضعف القدرة على إنتاج الـDHA. بالإضافة إلى ذلك، يضعف عمل ناقل الأوميغا-3 الدماغي.
النتيجة: يؤدّي هذا التغيّر الهرموني والإنزيمي إلى فقدان «الدرع البيوكيميائي» الواقي، ما يجعل دماغ النساء أكثر هشاشة وأكثر عرضةً لتراكم الأضرار المرتبطة بألزهايمر.
هل الوقاية ممكنة؟
تشير هذه النتائج إلى أنّ الاهتمام بمستويات أوميغا-3 قد يمثّل استراتيجية وقائية حيوية، خصوصاً للنساء، لتعويض هذا النقص البيولوجي المحتمل.
- التوقيت هو المفتاح: أكّدت مراجعة منهجية حديثة لـ58 تجربة سريرية أنّ فائدة مُكمِّلات أوميغا-3 تكون أكثر وضوحاً في سياق الوقاية لدى البالغين الأصحاء (خصوصاً في التجارب قصيرة الأمد)، لكنّ تأثيرها يكون ضعيفاً عند استخدامها كعلاج لمرضى شُخّصوا بالفعل بألزهايمر.
- الجرعة المثالية للدعم الإدراكي: أشارت بعض التحليلات إلى أنّ تناول جرعة تتراوح بين 1000 و2500 ملغ يومياً من (EPA+DHA) قد تكون «الجرعة المثالية» لدعم الوظائف الإدراكية.